فضاء حر

الطاهش في استقبال الحالمين

يمنات

كل مرة يصلون عن طريق نقطة يسلح إلى صنعاء بكامل نزاهتهم وحمران العيون منتظرينهم, اللي يشتي يحولهم لصندوق رعاية واللي يشتي يعملهم وقود لمعركته مع رفاق الثورة ومن يغمز لهم من وجهة أخرى "ضحكوا عليكم".

اتصل الدكتور قنبر من تعز ليخبرني أنهم محاصرون السبعين ولا ادري حتى اللحظة ما حدث لناس المسيرة الراجلة.

اعرف فقط للمرة الثانية خلال سنة لم يتمكنوا من قول ما جاءوا لآجلة بسبب صخب من يتبناهم لإنشاء موقف أو صندوق على مقاس جشعه.

وللمرة الألف يصل الحالمون من تعز وإب للقف الطاهش.

 

اللعنة

لا احد يتحدث باسمهم أو نيابة عنهم, علينا فقط مساندتهم ومحاولة إيصال عشاء وبطانيات وإيقاظ ما تبقى من ضمير.

هم الذين قطعوا المسافة من تعز إلى صنعاء سيراً ولديهم مطالب, علينا نشرها كما هي بدون تدخل.

اتصل عبدالكريم الصلاحي من ناشطي المسيرة المحاصرة على أبواب الرئاسة يخبرني عن سقوط شهيد, لقد لذت بالصمت فقط, لا ادري كيف أتصرف تجاه هذه الجريمة, حتى انه مثل غيره من المحاصرين لا يدري هل يشيع الشهيد أم يعاتب الإعلام إزاء هذا الصمت المربك.

قد لا نتحدث عن فكرة أساسية عند بعض الناس المستخفين بالمسيرة من كون عدد المشاركين فيها لا يتجاوز السبعة والستين ويتساءل شخص ما, كيف يقدمون كل هذه المطالب وهم بهذا العدد الضئيل؟

ولو كانوا سبعة فقط لكان لهم الحق الأخلاقي عندنا لمساندتهم في نشاط كهذا بدون ما حاجة للخوض في أسئلة حزبية والبحث عمن وراءهم, هذا تجديف وتلاعب بفكرة الحق المدني في الاحتجاج والمطالبة.

ولو كان شخص واحد قطع كل هذه المسافة وأعلن مطالبه بإقالة الحكومة كلها والرئيس أيضاً, لكان مطلبه مشروعاً ويستحق الحماية من أي تهديداً أو إبعاد عن بوابة الرئاسة.

أين ذهب كل كلام البارحة عن التعامل المتحضر مع المعتصمين؟! واحد الناس يقول في الفيسبوك أن الأجهزة الرسمية المتواجدة امنياً هناك قدمت للمعتصمين العشاء والبطانيات ولم يضف وقتلوا منهم واحداً.

إن إخضاع النشاط الاحتجاجي للمعايير العددية  ناهيك عن الزج بالفكرة في مناوشات الجماعات وفي الحرب الباردة بين الأطراف هو شكل من تقصي ما وراء جلاء الاحتجاج ومشروعيته وحقه في الحماية.

عن: الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى